أقام النادي الأدبي الثقافي في منطقة الباحة مؤخراً محاضرة ثقافية بعنوان "المملكة والثقافة العالمية: جائزة الملك فيصل أنموذجاً" للدكتور عبد العزيز السبيَّل، أمين عام جائزة الملك فيصل، وأدارها الدكتور معجب الزهراني، مدير عام كرسي معهد العالم العربي في باريس، الذي تحدث عن سيرة الدكتور السبيل، وعن شراكة المعهد مع الجائزة في مشروع مائة كتاب وكتاب، الذي يأتي ضمن إطار حضور المملكة في الثقافة العالمية والتفاعل معها.
بين الدكتور عبدالعزيز السبيل أن الثقافة تشمل جانبين مهمين أولهما التراث المادي وهو التراث الثابت، وغير المادي ويشمل الآداب والفنون والحرف بمختلف أنواعها وأشكالها.
وأشار إلى أن الثقافة في المملكة تأخذ أربعة أبعاد: البعد الإنساني ويتمثل في التراث المادي الذي يتجاوز الآلاف من السنين، والمملكة غنية جدا بهذا النوع من التراث، والبعد العربي المتمثل في المرجعية الثقافية والجغرافية للثقافة العربية قبل الإسلام، والبعد الإسلامي المتمثل في رسالة الإسلام والحرمين الشريفين والآثار الإسلامية، وأخيرا البعد المحلي السعودي، المتمثل في الإرث الثقافي المادي وغير المادي خلال القرون الثلاثة الماضية.
وبين الدكتور السبيل أن العالمية تبدأ من المحلية. وعن كيفية تحويل التراث المادي وغير المادي من المحلية إلى العالمية، أشار إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى التسويق والتشويق. وتسجيل التراث في اليونسكو ضمن التراث العالمي، يعد من أهم خطوات التسويق، كونه عامل جذب مهم للسياحة العالمية. لكن يجب ألا يتوقف الأمر عند التسجيل. وأشار إلى أنه تم تسجيل مدائن صالح عام 2008، لكن حضورها العالمي تحقق فقط خلال السنوات القليلة الماضية، حين تم العمل على البنية التحتية، والمطار الدولي، وعقد المؤتمرات وإقامة الأحداث المهمة، والأمر نفسه حدث للدرعية، والقط العسيري أصبح له حضور عالمي، حين تم التسويق له بعد تسجيله في اليونسكو.
أما عن جائزة الملك فيصل وحضورها عالميا فقد ذكر أن الجائزة تستضيف كل عام أكثر من 100 عالم، يساهمون في أعمالها، ويتعرفون على تاريخ المملكة وحاضرها، وتكرم في كل عام عددًا من العلماء من مختلف الأقطار والجنسيات، وتحظى الجائزة بتقدير كبير من الأوساط العلمية، من جامعات ومراكز بحثية عالمية، حيث إنها تحرص على ترشيح أساتذتها أملا في الفوز بالجائزة، وأشار إلى أن مشروع مائة كتاب وكتاب مع معهد العالم العربي في باريس يأتي ضمن إطار الحوار بين الثقافتين العربية والفرنسية.
وفي نهاية المحاضرة اقترح الدكتور السبيل على النادي تبني إقامة ملتقى حول دور المملكة في الثقافة العالمية، وأشاد بالمتاحف والمواقع الأثرية في منطقة الباحة، وطالب النادي بالاستفادة من تلك المواقع لإقامة المحاضرات والأمسيات الثقافية. وفي الختام شارك نخبة من المثقفين والأدباء بالعديد من المداخلات التي ساهمت في إثراء الموضوع.
تكريم السبيل عقب المحاضرة
